((أمي.....))

اقرا لتعرف من هي امك وكيف تتعامل معها

ماجفت دمعتي لوهلة ..... وانا انظر اليك مسجية بين تلك الاجهزة ، ما تخيلت يوما ايتها العزيزة ان اسمع صوتا غير صوتك ينبهني من منامي لأصحو لصلاة الفجر او السحور او الدراسة .والان اسمع اصوات تلك الاجهزة وتحذيراتها بان قلبك الحنون الذي نشر حنانه لسبعة عقود اصبح متعبا لا يقدر على التمييز بين الحنان والحياة ، وان دمائك التي تجري في عروقي غير قادرة على السير كما اعتادت ، وان صدرك الدافيء الحنون الذي طالما امتلأ بهواء صدري اصبح غير قادرعلى الامتلاء بهواء يكفي ليجعلك تفتحي عينيك ، تلك العينان اللتان تمتلآن بالدموع كلما نظرت الي وانا اقف بجانبك امسك نفسي عن البكاء كيلا تشعري بانك غير قادرة على ضمي، وتختنق العبرات في صدري ، لكن قلبي يتقطع فرقا والما ، ودمائي تغلي في عروقي . فاخرج يا امي من غرفتك لابكي ساعات متواصلة لا استطيع ان اكملها كيلا تغيبي عن ناظري .

ما فهمت يوما معنى الامومة ، ما عرفت يوما معاناتك معي عندما تسهرين الليل بجانبي في مرض او دراسة او حتى قلق ، ما ادركت وصية الرسول بصحبتك ثلاث قبل الوالد. ما عرفت المغزى من مقولة "ان المراة التي تهز السرير بيمينها تهز العالم بشمالها" بل واضيف اليها "وتهز القلوب بنبضها".

اليوم واليوم فقط عرفتك جيدا ، وعرفت من انت ، لم اسيء لك يوما واحببتك كثيرا واحترمتك اكثر ، واطعتك ولم ارفع يوما صوتي فوق صوتك وفضلتك على نفسي ، ورغم كل هذا اشعر الان باني مقصر في حقك تقصير ارهق تفكيري وادمى مقلتي . اشعر بالذنب عندما كنت اكن في نفسي غضبا حين تنهريني او تضربيني رغم اخفائي لتلك المشاعر في حضرتك المهيبة ، كان علي ان اسقط على قدميك اقبلهما وابكي بين يديك لتسامحيني على تقصير ربما لم يكن مقصودا، او حتى لم يكن تقصيرا ، فعندما تقولي بانه تقصير فهو تقصير.

سامحيني يا امي ، فانا الان لا استطيع النوم ولا الاكل ولا اشعر بطعم السعادة واصلي وابكي وادعو ليلا و نهارا وسرا وجهارا كي تعودي كما كنتي واعانقك واقبل يديك وقدميك كل يوم ، وافرح حين تنهريني او تضربيني ، سامحيني يا امي وحتى لو لم اكن مخطئا ، سامحيني ايتها العزيزة على كل قطرة من دموعك كانت بسببي على مرض او مصيبة كانت المت بي . سامحيني فانا ان بكيت الدهر كله ما وفيتك حقك ، سامحيني على كل ما لامني بان الحالة التي انا بها زائدة عن حدها ، فاولئك لا يعلمون بانك جزء من جسدي وان دموعي هي جزء من دموعك وان قلبك هو قلبي وان الامك تقطع اوصالي.

اللهم اشفها وعافها وجميع المرضى ، فانت خير مجيب وانت الكريم القدير بالاجابة جدير ، اللهم امين .

فلسطين
سحر كلامك ، عذب عباراتك ، حلوة حديثك ، عسل ردودك . جعلوني

أجمع أمتعتي في حقيبتي ... فاسبقيني يا صغيرتي الى مطار العاصمتي

واذا ما حطت طائرتي ؟ فقفي أمام السلم ... عند الدرج الاخيرتي ...

حتى اذا ما نزل ربانها ... فتسلمي تابوت جثتي ... ومعها وصيتي ...

لا تدفنيني في التربتي ... وانما ....ادفنيني ... في موطن ... الخيالا تي