بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نطالع بين الفينة والأخرى بعضاً من كتب
الأنساب الحديثة لبعض المؤلفين المعاصرين، وبعضاً من المقالات التي تنتشر
على مواقع الانترنت تفيد في مجملها إلى الطعن الصريح والبعد عن المنهج الصحيح في بعض القبائل، أو الأسر، .
وفي هذا الموضوع أبين بعض المنهيات والمحذورات في السير على هذا المسلك الوعر الذي انتشر كانتشار النار في الهشيم فاحذر الوقوع فيه يا فهيم !!
1ـ الطعن في الأنساب طريق إلى الكفر
كما ورد في الحديث النبوي الشريف (( اثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في الأنساب والنياحة على الميت )) .
2ـ الطعن في الأنساب من أمور الجاهلية
كما ورد في الحديث النبوي الشريف ((
أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن ـ الفخر بالأحساب ، والطعن في
الأنساب ، والاستسقاء بالنجوم ، والنياحة على الميت ))
3ـ الطعن في الأنساب قذف للمحصنات ومن السبع الموبقات
قال تعالى ﴿ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ
الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ
ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَ لا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَ
أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾.
وقال تعالى : ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ
الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَ الآخِرَةِ وَ لَهُمْ عَذَابٌ
عَظِيمٌ ﴾.
وفي الحديث النبوي الشريف (( اجتنبوا السبع الموبقات .. )) فذكر منهم قذف المحصنات الغافلات المؤمنات .
و القذف من أشنع الذنوب ، و أبلغها في
الإضرار بالمقذوف و الاساءة إليه ، كان التحذير منه في القرآن الكريم
شديداً ، و مقروناً بما يردع الواقع فيه من العقوبة .والقذف
الذي يوجب الحد هو الرمي بالزنا أو اللواط أو ما يقتضيهما كالتشكيك في الأنساب .
4ـ الطعن في الأنساب فيه الاستطالة في عرض أخيه المسلم
قال تعالى : ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ
الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ
احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَ إِثْمًا مُبِينًا ﴾
المعنيّون بالوعيد في هذه الآية هم الذين يستطيلون في أعراض المسلمين ظلماً
و عدواناً ( أي ينسبون إليهم ما هم برآء منه لم يعملوه و لم يفعلوه " فقد
احتملوا بهتاناً و إثماً مبيناً " و هذا هو البَهت الكبير : أن يحكيَ أو
ينقل عن المؤمنين و المؤمنات ما لم يفعلوه على سبيل العيب و التنقص لهم )
كما قال ابن كثيرٍ في تفسيره .
وكما في الحديث النبوي الشريف ((
إِنَّ مِنْ أَرْبَى الرِّبَا الاسْتِطَالَةَ فِي عِرْضِ
الْمُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقٍّ )) . و المنهي عنه في هذا الحديث هو إطالة
اللسان في عرض المسلم ؛ باحتقاره و الترفع عليه , و الوقيعة فيه بنحو
قذفٍ أو سبٍ , و إنما يكون هذا أشد تحريماً من المراباة في الأموال لأن
العرض أعز على النفس من المال ، كما قال أبو الطيب العظيم آبادي في ( عون
المعبود ) .
5ـ الطعن في الأنساب واقع بين الغيبة والبهتان
قد نص الله سبحانه على ذمها في كتابه
الكريم وشبه صاحبها بآكل لحم الميتة كما قال تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ
الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً
أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ﴾
كما في الحديث النبوي الشريف (( يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه لا
تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه تتبع الله
عورته ومن تتبع عورته يفضحه ولو في جوف بيته )) .
وكما في الحديث النبوي الشريف (( الغيبة ذكرك أخاك بما يكرهه .. فإذا كان فيه فقد اغتبته وإذا لم يكن فيه فقد بهته )) .
فالطاعن ف الأنساب لا محالة واقع بين محذورين إما الغيبة أو البهتان والعياذ بالله .
6ـ الطعن في الأنساب فيه أذية لأولياء الله ومعادتهم
قال تعالى : ﴿وَ الَّذِينَ يُؤْذُونَ
الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ
احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَ إِثْمًا مُبِينًا ﴾
قال تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا
قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾
وكما في الحديث النبوي الشريف (( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب .. )) .
7ـ الطعن في الأنساب فيه من الفحش والسب وبذاءة اللسان
كما في الحديث النبوي الشريف : (( إياكم والفحش فإن الله تعالى لا يحب الفحش ولا التفحش )) .
وفي الحديث الآخر : (( ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البديء )) .
وفي الحديث أيضا : (( سباب المؤمن فسوق وقتاله كفر )) .