اقوى شعر فصيح

موضوع: اقوى شعر فصيح الخميس يناير 06, 2011 1:14 am

بعد أن أنهت نهاراً آخر
أغلقت، بعناية ربة التعب، ضيافة الباب
لملمت العتبات
وهي تنفض ما تبق من سخاء الأحذية
تأكدت من حكمة المفاتيح كلها
لتدير لمعان الليل
لها وحدها
ترسم سلالماً تأخذها
لغيمة مباحة للشهب
هكذا تدلف رواقاً ساهياً
لا يقدر على مشاكسة خلوه أحد.
مرنمة بأعاصير لا تشف من صعودها
تلوب نحو الأعالي، هازئة بطين المقابر
تنحت ما ترى من مغبة المريع
لها ريشة العرش، وكل غلالة العصف
هكذا تحيا،
مفشية جمهرة الحياة نحو مأتم لا ينهر سواها.
بعدها،
بعد قيامة لا تؤجلْ
بكفين صديقتين تنير مصابيح حقودة
تعاقب ظلمة تقسو عليها
بندرة ضوء يتقدمُ
كأنها.
بين حجرات تدعي الحياد
تنحدر وبيدها شمعة مطفأة.. عنداً بكارثة الريح
كاهنة تصلبُ صوتها المباح على مذبح صداها الأخير
ولا تتعب من عدم يشيد منزلة الجدران.
مأخوذة تمشي وتأسربعنفوانها المعتاد
كل ما يتقدم،
منزاحة عن أزرق الرداء
تبدو ميتة للغاية.
مثلها، تنهدل ستائر هائمة بأسرار النوافذ
باهتة من رديفها الغبار، ترد فضول الهواء.
أحسها امرأة لا تهتم
بحدقتين مريرتين تواكب ذهابها الحذر
ولا تكترث كسراج الدار
لغير نزوعها الأعمى لكهرمان الذات.
مختالة بمعول يقصم القلب
معدن يخبط بحنوه عضل لا يستسلم
تمضي نحو مرآة غافية تجاه وجوه غادرتها
تكتنه ببلواها، بملامح امرأة تكاد:
بياض وجه ممّوه بخريف مقبل، يلغي كل ماض
خصلات تنهمر ضد وحدة مضروبة بمشيب شره
جفنان منكفئان كمشردين لا يلويان على أمل
رموش تتعثر بذات الفزع
شفتان تتناوبان على تأجيل شهقة الفراغ
أنف يتنفس على مهل يموت وحيداً
وجنة لا تهتم
بئر مهمل يكتب طيلة الدم
جبهة تهيم لكل ذلك.
امرأة مرصودة لحتم المصاب.
فجأة تستدير لتراني،
أرمقها من دفء لحاف كاد يحتويني الليل كله
تائهة عني، محتلةٌ بسرير سار
يدحرج نحوي حفاوة المهج لئلا أغفو عني.
وما أن تكتشف حراستي،
لقديم ضلالة تستبد كالموت،
حتى تقذفني بمكيدة مرآة،
تتشظى قبل أن تصل.
كموجة لا تمل ترجي الرمل
تذهب وتجيء
تحفر بخطاها صوف سجادة تنزع عنها الظلال
لتتوارى بين فخاخ الضوء والظلام
أرنو لعينيها الطافيتين كبحيرتين
وألوم نفسي.
تريثتٌ طويلاً،
لتنام، منحسرة عن نهارها الهرِم،
لتوغل في هزيمة اليقظة،
كأفعى نالت من سم اليأس،
ما لم تقدر عليه أقاصي الشجرة.
تسللت بعيداً عنها،
ورحتُ أغافل غول الغرفة
أخربُ سكونها الموارى بحرصها الحذر
مسكونة بخوف الرضيع،
أتقدمُ
وقلق المرآة على بعد رعب مني
لم أنوِ شيئاً و..
أنا أدير زجاج القصدير ليواجه وجهي
أردت اكتشاف قرابة الهلع،
لتدنو مني ذات الملامح،
كلها،
من الوجنتين الغارقتين في دم القتل
حتى القلب الجائر من خلعة الفأس
أسرفتٌ في تهيوء لعبة الخنق
والخدر يتسلق برودة قدمي
فجأة طافت بذاكرتي أرتال جراد
لم تذر من حصانة أسراري شيئاً
كحقل مروع بنزف قصب الروح
رحت أقذف أحداقي بعيداً
نحو سرير ساهم:
لم تكن هناك،
ولا كنتُ هنا،
وحدها المرآة ظلت عالقة في الهواء

[/size].

» اقوى خلطة للوجه والرقبةوالنتائج فى دقائق