لسمااء تبكي فلسطين؟؟؟

صوت الأمطار يشبه صوت آلامي وأنا أبكي فلسطين مسرى الرسول .

تتهاطل الأمطار في الخارج من غيم السماء وتتهاطل الأحزان داخلي

من غيم الشقاء فأنا مازلت ككل مدينة عربية ألبس الحزن معطفا

وألملم أوجاعي فصلا بعد فصل لأبكي مع الأمطار في فصل الشتاء .


تحت معطفي الأسود سواد ليل حزين لا نجوم فيه ولا قمر تنام آلاف

التشوهات العاطفية ومئات الإنكسارات القومية وعشرات الأحلام

المهربة من مقص الولادات القيصرية وكثير..كثير من الطيور التي ما

إن مدت جناحها تطير حتى كسرتها رياح هوجاء كلها ظلم وتقتيل

وهمجية .


حاصرتني الأمطار المتصاعدة الهطول داخل هذا البيت الخشبي

الجاهز والتمرد على أحكام الطبيعة أمر جنوني ذالك أن المرض قابع

على مقربة من قفل الباب منتظر أول بطل يخترق الحصار

المائي ..


لست بطلة إلى حدود المجازفة بحياتي ، أكتفي والسماء تبكيفلسطين بتلك

البطولات التي أدونها على دفتر يومياتي .


لا شيء ينتشلني من دموع الشتاء سوى دموع المداد ولا شيء حولي

للمطالعة سوى جرائد تراكمت من اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي

تشي به وبهمجيته المتفردة.


لا شيء إلا تلك الصحف التي حرمت على نفسي مطالعتها إلى أن يبرد

الدم في فلسطين ويبرد الحزن في قلبي .


حرمت على نفسي كل أنواع الصفقات الإعلامية المشبوهة ومنحت

لقلمي حرية التعبير عن الأصوات العربية المبحوحة .


صوت المذياع والأغاني الحماسية يملأ أرجاء البيت وصوت القنابل في

فلسطين يفسد غشاء السمع فيصمت العرب ويصدق قول أحدهم :

الكلام من فضة والسكوت من عرب.


وجاءني صوت أختي الصغيرة في حكمتها المعهودة تقول لي وقد

اكتشفت بكاء عيوني:"إن الشتاء تبكي العرب الصامتين

"فاكتشفت كم أنا غبية لأنني بكيت مع السماء وأنا أظنها تذرف

الدموع على "الفلسطينين الصــامدين "


بعدها لم أعرف أأبكي أكثر أم أمسح دموعي لأن العرب الحاكمين لا

تهزهم دماء المحكومين فكيف يهتزون لدموعهم.


فمسحت دموعي وابتهلت إلى السماء أن أفيضي وزيدي فوحدك قادرة

على إغراقهم في طوفان لن تكون لهم بعده قيامة ولن يسمع لهم

رجاء.

وراحت أختي تسألني عن فلسطين وقد اعتدت أن أروي لها كل

يوم عن العرب وعن الأنبياء قصة فاحترت من أين أبدأ معها القصة


أأشرح لها وعد بلفور أم أحدثها عن النكبة أم عن الجولان والجنوب

والأقصى ..


فقلت لها دعيني اليوم أبكي وغدا سأعطيك الدرس


وجاءني وحي يقول:


ينـــام الجــمــيـــع


وتصحــو الجــراح في أصقــاع فلسطين
يحــاصــرها القصـف بحــرا وبـرا وجـوا


وليــس لأهــل العـــروبــة عـــزا


وتسبـــح في لجـــج مـــن دمـــاها


ومــوت الضمــائــر يهــزهــا هـزا



فعجبت لأختي تضيف لقولي شطرا جديدا لم أعرف أأبكي له أم

أضحك لمر السخرية التي تأتي من طفل لم يتجاوز الثالثة عشرة


بنيــــك أيــافلسطين هــم أســود

وأمــا البــقــيـــة بــطــا ووزا


حضنتها وكأنني أحضن الحلم في أن تعود الروح القومية لتسري في

دماء أبنائنا فيولد ناصر جديد وبومدين جديد وأيوبي جديد ويحمل

لنا الغد بأيديهم نصـرا جـديد

.
حضنتها وق