هكذا سيكونوا يوم القيامة
الموقف شديد والعذاب رهيب كل الناس مجموعون حفاة عراة
لايدري احد ماذا يفعل به والى أين يذهب وتقترب الشمس من الرؤوس حتى تكون على بعد
ميل واحد ويتصبب الناس عرقآ وتفيض أجسادهم به فيضآ فيصل العرق الى الركب والى اعلى
من ذلك ومنهم من يلجمه العرق الجامآ ويشتد الموقف على الناس فيلتمسون من الانبياء
عليهم الصلاة والسلام الشفاعة لهم عند الله تعالى لبدء الحساب ؛؛
وهناك
في الاعالي بعيدآ عن كل الشدائد و الاهوال أناس قد خصهم الله جل جلاله من بين خلقه
بفيض اكرامه وبسحب انعامه فأظلهم بظله الظليل الذي لاينفع يوم القيامه الا هو ولا
يمنع من العذاب الا اللجوء اليه انه خاص بأولياء الله الصالحين الذين تولاهم الله
في الدنيا فكانوا من اهل طاعته وتولاهم في الآخرة فكانو من اهل
كرامته
وأنى للانسان ان يكون في عداد هؤلاء فيستظل بظل الرحمن ويتمتع
بتلك المكرمة ؟؟؟
انه الاخلاص في العمل الاخلاص في كل اداء هو سبيلك
الوحيد أيها المؤمن والمؤمنه لتصلوا الى ذلك الفضل يوم القيامه ويحدثنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن صفات بعض هؤلاء:
قال عليه الصلاة والسلام : سبعة
يظلهم الله بظله يوم لاظل الا ظله
1-امام عادل
2-وشاب نشأ في طاعة
الله عز وجل
3-ورجل قلبه معلق بالمساجد
4-ورجلان تحابا في الله
اجتمعا عليه وتفرقا عليه
5-ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال اني اخاف
الله
6-ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لاتعلم شماله ما أنفقت
يمينه
7-ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه
هؤلاء سبعة
اصناف من الناس ينالهم اكرام الله تعالى وتشملهم عنايته فيكونون يوم القيامه في
منأى عن العذاب ويتطلع القلب الى بيان هؤلاءالسبعة لعله يكون
احدهم
الامام العادل ::
الامام الذي يكون قائد
الامة متصرفآ في شؤونها ومسيرآ لامورها وهنا في مركز المسؤولية وفي مرتبة القيادة
يظهر الايمان على حقيقته ويتضح الاخلاص من عدمه وتظهر المراقبة لله عز وجل فألامام
مالك لمن تحت يده يتصرف فيهم ولا راد لحكمه فإن عدل بين الرعية وحكم بالسوية كان له
الاجر الكامل يوم القيامه وإلا خاب وخسر انه الامام الذي سيُسأل عن كل صغيرة وكبيره
تجري في مملكته وتحدث في سلطانه فقيادة الامة مسؤولية وواجب ان اخلص فيها اعانه
الله وجعل له بطانة خير تعينه وتذكره ؛؛
شاب نشأ في طاعة الله عز
وجل
الصنف الثاني شاب يتدفق حيوية وعزيمة وتثور نفسه بالشهوات
والرغبات وتدفعه الى التمتع بمتع الدنيا وزينتها ومع كل ذلك يأخذ بنفسه الى طريق
الخير والسعادة في الدارين الى طريق العبادة والطاعة لله سبحانه انه ايمان متين
لاتزعزعه الاهواء ولاتحركه الانواء ايمان راسخ في القلب واخلاص لله تعالى يظهر في
اعمال هذا الشاب فينشأ ويترعرع في عبادة تامة وطاعة كاملة لايعرف للمعصية سبيلآ وان
زلت به قدم اسرع الى التوبة والانابة لله انه الشاب الورع التقي الذي نحتاجه في هذا
الزمان وفي كل زمن لينير للحياة السبيل القويم ويبين طريقها الواضح الجليّ
؛؛
رجل قلبه معلق بالمساجد
الصنف الثالث
الذين يحافظون على صلواتهم ويلتمسون الاوقات التي لاتضيع منهم صلاة مع الجماعة ان
قلوبهم قد تعلقت بالصلاة وشغلت بها لانها مناجاة لله تعالى ووقوف بين يديه ولجوء
اليه فهم مهما شغلتهم الدنيا وذهبت بهم الحياة واخذتهم في تياراتها المختلفة فإنها
لاتستطيع ان تطغى على شعورهم القلبي واحساسهم النفسي المنتظر للصلاة انهم في طاعة
أبدآ لان المنتظر للصلاة هو في صلاة وهذا الارهاف في الشعور والدقة في الاحساس
تستلزم اليقظة الدائمة للطاعة والعبادة وكل ذلك دليل على اخلاص القلب لله تعالى
فسينالهم الفضل والاكرام يوم القيامه
رجلان تحابا في الله اجتمعا
عليه وتفرقا عليه
الصنف الرابع هم قوم ربطت
المحبة قلوبهم وجمعتهم على الالفة والوداد وهذه المحبة لم تكن لاموال يتبادلونها
وتجارة يرجون ربحها انها المحبة الخالصة التي تكون في الله وبالله المحبة الصافية
من كل شائبة تبعد العبد عن مولاه وهذه هي الزمن التي يكون اساس صداقتها الاخوة في
الله ولو وجدت لتغير وجه الارض هذه الاخوة تكسب المؤمن قوة في اقدامه وتبعثه ان
يدافع عن اخيه حال حضوره وغيابه ويؤثره على نفسه ان اضطر ويسأل عنه اذا بعد عنه
وتستمر حتى يفرقهم الموت ولكنها تظهر يوم القيامه يوم يكون الناس اعداء ( الأخلاء
يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين )
رجل دعته امرأة ذات منصب
وجمال فقال اني اخاف الله
الصنف الخامس هو انسان جاءته الفاحشة
اليه مزدانة بحليها لابسة افضل اثوابها وكثرها إثارة للشهوة فأباها ورماها بعيدآ
وعزف عنها مؤثرآ الباقية على الفانية راغبآ فيما عند الله من الاجر والمثوبة انه
عبد جاءته امرأة تطلب منه ان يفعل الفاحشة وتعرض نفسها عليه وهي ليست امرأة عادية
فكثير من الرجال يأبون ان يقتربون من الامرأة العاديه من انفسهم ولكن هذه المرأة
التي تعرض نفسها اتصفت بصفات مرغوبة في النفس الانسانية من الجمال الفاتن والمنصب
الرفيع ومع ذلك كان اخلاصه لله وخوفه من عقابه جعله يأبى ويذكرها بالله فيقول ( اني
اخاف الله ) فإن كنت غفلتي عن الرب وطغت عليك شهوتك فأذكريه واخشي يومآ تقفين امامه
ويسألك عن اعمالك وان كنا في منأى عن الناس لايرانا منهم احد فإن الله لاتخفى عليه
خافية ولايغيب عنه سر
ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لاتعلم شماله ما
أنفقت يمينه
الصنف السادس الانسان المنفق الذي يعطي ماله للناس
ويقدم للفقراء يد العون والمساعدة بما انعم الله عليه ورزقه من الطيبات ويقدم ذلك
المال بالخفاء يكاد لايشعر به انسان وهو يخفي العطاء كما يخفي مقداره وكميته وفي
ذلك الاسرار الشديد بحيث لو كانت اليسار قادرة على الاطلاع مستطيعة ان تعرف لما
علمت ماتنفقه اليمين ولا ماتصرفه في سبيل الله
ورجل ذكر الله خاليا
ففاضت عيناه
الصنف السابع صورة تتجلى فيها المؤمن عند خلوته عن
الناس وانفراده عن الخلق لايطلع عليه احد الا الله ولايراه احد من خلق الله والمؤمن
وهو على هذا الحال يذكر الله فتفيض دموع عيناه خوفآ من الله وخشية مما فرط في جنب
الله انه الايمان الدافق الذي يسم الانسان بسمات خاصة ويجعل له كيانآ متميزآ عن
الخلق الايمان الجلي في السر والعلن والخلوة والجلوة
رزقنا الله ايمانآ
كاملآ واخلاصآ صافيآ