عروس النقب مدينة بئر السبع

الموقع والتسمية الموقع
تقع مدينة بئر السبع في الجزء الجنوبي من فلسطين وفي الجزء الشمالي من الصحراء الفلسطينية عند التقاء دائرة عرض 31.15 شمالاً وخط طول 34.48 شرقاً، وهذا جعلها تقع في ملتقى ثلاث بيئات مختلفة، الصحرواية في الجنوب والجبلية في الشمال والشمال الشرقي والبيئات الساحلية، ما عزز من أهميتها الاقتصادية والحربية، فهي البوابة الجنوبية لفلسطين والبوابة الشرقية لمصر، ولذلك كانت محط أنظار الجيوش خصوصاً أثناء الحروب العربية الإسرائيلية.
بئر السبع هي أكبر مدن الجزء الجنوبي من فلسطين( منطقة النقب) حيث تسمى "عاصمة النقب". تكون المدينة المركز الإداري والتجاري لمنطقة النقب التي تمتد من راس النقب و الخليل شمالاً و جنوبا حتى مدينة ام رشرش و من غزة غربا الى وادي عربة شرقاً. ومدينة بئر السبع عاصمة النقب تقع على بعد 50 كيلو متراً جنوبي شرقي مدينة غزة ، وقد نمت بسرعة ، فبعد أن كانت قرية صغيرة لا يزيد عدد سكانها عن 300 شخص في عام 1902 ارتفع عدد سكانها إلى نحو سبعة آلاف نسمة في عام1948.
النقب
النقب ذو شكل مثلث يقع رأسه عند بقعة المرشرش على خليج العقبة ويشمل جميع الاراضي الواقعه بين قضائي غزة هاشم , خليل الرحمن وشبه جزيرة سيناء و شرقي الاردن وجنوب البحر الميت ووادي عربة.
يشكل النقب ما يقارب نصف مساحة فلسطين حيث تبلغ مساحتها 12577كم2 وقدر عدد سكانه في أواخر فترة الانتداب البريطاني بنحو 100 ألف نسمة ينتمون إلى قبائل "صفوف" كبرى هي : الترابين - التياها - العزازمة - الجبارات - وقبائل أخرى أقل عددا منها : الحناجرة - السعيديون - الاحيوات . وكل قبيلة من هذه القبائل تنقسم إلى بطون وأفخاذ يضم كل منها عددا من العشائر التي تنقسم بدورها إلى عدد من الحمائل والعائلات ، وكان النقب من الناحية الإدارية يعرف باسم قضاء بئر السبع . النقب منطقة صحراوية في جنوب فلسطين. قسم كبير من سكان النقب الان هم من العرب الذين بقوا في هذه المنطقة بعد حرب 1948. يحاول (الإسرائيليون) إسكان اليهود الآتين من الشرق والاتحاد السوفياتي سابقا وهذا بهدف جعل اليهود اغلبيه في منطقة النقب. للعرب مراكز ومدن يقيمون فيها كمدينة عارد ومدينة رهط والمدن والقرى غير المعترف بها من قبل ( الاسرائيلي) وعددها أكثر من 240 قريه مثل بئر هداج الاعسم وغيرها الكثير. تسكن العديد من العشائر والقبائل العربيه النقب وتنحدر معظم عشائر النقب من جذام وجهينة وبلي وشمر والأزد وحرب والزبيد وقضاعة وهوزان وبكر بن وائل ، ويملكون حالياً من اراضي النقب ما يقارب مليون دونم بعد ما سلب ( الاسرائيليون) لملايين الدونمات الاخرى ،. وتلقى عشائر النقب اشد انواع الاضطهاد والظلم والعسف من قبل( الاسرائيليين) من رش مزروعات وهدم بيوت ومصادرة ارزاق كالغنم والابل وكذلك مصادرة الاراضي خوفا مما يقولون انه سيطرة البدو على اراضي الدوله ... كذلك يلاحقون بسبب خوف إسرائيل منهم كاقليه تشكل خطر ديموغرافي اذ1 يتوالد ويتكاثر البدو بسرعه وكل اب له ما يقارب 8 اولاد فهذا هو المتوسط العام .
اهم مدن و قرى قضاء بئر السبع الحالية 1مدينة بئر السبع 1. الحيرة (او حورة) 2. عرعر 3. كسيفة 4. راهط (تسمى بالعربية الزرقاء) 5. عارد 6. اللقيه 7. القصر 8. جيزان 9. شقيب 10. حيران 11. الخالدية 12. ام متان 13. القصر 14. اخشم
اهم مدن و قرى قضاء بئر السبع المدمرة و المهدمة
1- كرنب 2- تل ابو مخفوظ 3- عوجا الحفير 4- حرة 5- عسلوج 6- عبدة 7- الخلصة 8- العمارة 9-الجمامه 10- ابو تلول 11- فوتيس 12- و قرى اخرى عديدة
أعلنت منظمة اليونسكو أطلال مدينة بئر السبع القديمة ( او تل ابو مخفوظ )، التي عثر عليها في حفريات أثرية شمالي شرقي المدينة، موقعا للتراث العالمي في 2005.
التسمية (تسمية مدينة بئر السبع)
اختلف المؤرخون حول تسمية بئر السبع ، وتعددت الروايات: - فمن المؤرخون من قال أن اسم المدينة ( بئر السبع)، مأخوذ من بئر كان يرده حيوان مفترس هو السبع .
- و من المؤرخون من قال أن اسم المدينة (بئر السبع)، تعود تسميتها إلى وجود سبعة آبار للماء في منطقة تخلو من المياه، والحقيقة أنه إذا كان هناك سبعة آبار فإن اسمها لن يكون بئر السبع، لأنه من التسمية يتضح أنه بئر واحد.
- و من المؤرخون من قال أن اسم المدينة (بئر السبع) هو اسم لأقدم الأماكن في فلسطين ، يتألف منه التخم الجنوبي في تلك البلاد ، هناك حفر سيدنا إبراهيم بئراً، أن قصة العتاب الذي جرى بين سيدنا إبراهيم وبين (ابي مالك)، ملك الفلسطينيين من اجل هذه البئر، بسبب الخلاف و المشادة بين رعاة الملك و رعاة سيدنا ابراهيم على ملكية البئر، وسمى سيدنا إبراهيم البئر بهذا الاسم( اي بئر السبع) ومعناه بئر الحلف والميثاق ، لأن سيدنا إبراهيم حلف هناك هو و ملك الفلسطينيين (ابي مالك) و احذ ميثاقه على ملكية حفر البئر، وقد ثبت ذلك الحلف بالنعاج (السبع) التي أهداها سيدنا إبراهيم إلى ملك الفلسطينيين ( أبي مالك) ، وذلك لكي تشهد عليه بأنه هو الذي قام بحفر البئر هناك. وسمي المكان منذ ذلك الوقت بـ(بئر السبع)
- ويعتقد بعض المؤرخين أن المعينيين(دولة معين اليمنية) هم الذين أسسوا مدينة بئر السبع و مدينة غزة كذلك، حيث كانت بئر السبع محط قوافل التجار المعينيين
"بئر السبع" في (لانجيل)
يذكر اسم "بئر السبع" في(لانجيل) قي اماكن عديدة، نذكر منها :
1- في( سفر التكوين ،أصحاح 21) كبئر حفرها سيدنا إبراهيم: و النص الانجيلي كما يلي ( وحفر ابراهيم بئرا وأكد ملكيته لها أمام أبيملك بعهد أبرماه سوية دافعين سبع نعاج «ولذلك سمي الموضع بئر السبع لأنهما هناك حلفا كلاهما). 2- (سفر التكوين، أصحاح 21:33). النص الانجيلي كما يلي : "وغرس إبراهيم اثلا في بئر سبع و دعا هناك باسم الرب الاله السرمدي"
3- (سفر التكوين، أصحاح ٢٥،١٩). النص الانجيلي كما يلي: (تزوج اسحق رفقة قريبة ابراهيم في بئر السبع. وفي بئر السبع أنجب ابنيه عيسو ويعقوب وقضى هناك معظم حياته )
4- (سفر التكوين، أصحاح ٢٦، ٢٣) النص الانجيلي كما يلي: في بئر السبع نال إسحق من الله التأكيد على الوعد: «أباركك وأكثر نسلك من أجل عبدي إبراهيم». فبنى اسحق في ذلك الموضع مذبحا ودعا باسم الرب ونصب هناك خيمته وحفر عبيده بئرا.
5- (سفر التكوين، أصحاح ٢٨، ١٠ ) النص الانجيلي كما يلي: - سرق يعقوب البركة الأبوية «وخرج من بئر السبع ومضى إلى حاران». بعد عدة أعوام، بينما كان يعقوب الشيخ يلحق بابنه يوسف في مصر توقف برهة في بئر السبع: «فجاء بئر السبع فذبح ذبائح لإله أبيه إسحق»
في أيام الإمبراطورية البيزنطية صار الموقع مدينة تظهر في خريطة مادبا التي عثر عليها في مدينة مادبا الأردنية..
مدينة بئر السبع عبر التاريخ :
يعتقد المؤرخون أن أقدم من سكن هذه البلاد هي القبائل الكنعانية وخاصة العمالقة، وقد استقرت فيما بعد مع هذه القبائل واختلطت بها، مجموعات أخرى من الأموريين والمدينيين. وهذا دليل على أن أصل أقدم سكان لهذه المنطقة هم من العرب الذين نزحوا من الجزيرة العربية .
أقام الكنعانيون في هذه البلاد 17 مدينة، بالإضافة إلى بلدة ديمونا، حيث يعتقد بأنها كانت قائمة شرقي تل الملح الواقع على بعد 24 كم جنوب شرقي بئر السبع، وكذلك إلى الشمال من قرية عرعر، وأنشأ الأموريون مدينتين بها، ومدينة أخرى أنشأها الفلسطينيون في القرن الثاني عشر قبل الميلاد .
كانت بئر السبع منطقة الاتصال في عهد الهكسوس عندما وحدوا مصر والشام في القرن السابع قبل الميلاد وعندما هزم الهكسوس وأخرجوا من مصر، تعرضت بعض بلاد بئر السبع للدمار وخاصة (شارومين). وفي القرن الخامس عشر قبل الميلاد امتد نفوذ الآدوميين إلى بلاد بئر السبع، بعد أن نزلوا الديار الواقعة بين وادي الحسا والبقعة. تعرضت بلاد بئر السبع لغارات اليهود في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، وقد قاوم سكانها من القبائل الكنعانية والآمورية والمدينيين والآدوميين اليهود ووقفوا في وجههم. كما تعرضت منطقة بئر السبع، كغيرها من المناطق الفلسطينية إلى الغزو الاشوري والبابلي والفارسي واليوناني والروماني . وقد كان للطرق التجارية أثر كبير في ازدهار بلاد بئر السبع، وذلك لوقوعها على طرق التجارة العربية، التي كانت تحمل مختلف أنواع المنتوجات الهندية والإفريقية الشرقية، وتمر من محطة بئر السبع التجارية. وتتجه فيما بعد إلى مصر أو إلى ساحل البحر المتوسط عند غزة .
وقد أدى ازدهار التجارة إلى قيام العديد من المدن التي بقيت آثارها حتى اليوم على شكل خرب قديمة، وكانت بئر السبع محط قوافل التجار المعينيين (دولة معين اليمنية) . ويعتقد بعض المؤرخين أن المعينيين هم الذين أسسوا مدينة غزة ومدينة بئر السبع كذلك . وبعد المعينيين جاء السبئيون وبقيت بئر السبع محطة للقوافل أيضاً، أما في فترة ظهور دولة الأنباط التي شملت كلاً من جنوب الأردن وفلسطين، بقيت بلاد بئر السبع محطة للقوافل التجارية، بل وزادت التجارة في عهد الأنباط، حيث كانت محطة للقوافل الذاهبة من البتراء إلى مصر أو إلى غزة .
دخل الأتراك مدينة بئر السبع عام 1519م، ولم يكن لهم حكم مباشر في بئر السبع، لأنهم كانوا يتجاهلون البدو، وبعد حدوث الحرب الأهلية بين قبائل الترابيين والعزازمة ، فكر الأتراك في حكم المنطقة بشكل مباشر، وذلك لوقوعها على الحدود مع مصر، حيث كانت تتبع في أوقات مختلفة إلى غزة أو القدس . وقد أسس الأتراك قضاء بئر السبع عام 1900 م، وعينت السلطات التركية مجلساً بلدياً وأنشأت داراً للحكومة وثكنة للجنود، وقامت بوضع تخطيط لمدينة بئر السبع .
تطورت مدينة بئر السبع بعد ذلك، وزاد عدد سكانها فأصبح حوالي 800 نسمة في عام 1907م، بعد أن كان أقل من 300 نسمة عام 1902م. وبنيت فيها دار للبلدية ومضخة لتوزيع الماء، ومطحنة للحبوب، ومسجد كبير ذو طابع هندسي متميز، ومدرسة للبنين ذات طابقين، غرست الأشجار على جنباتها . وتعتبر هذه المدرسة من حيث الهندسة أكبر وأجمل مدرسة أميرية تعود لحكومة فلسطين في سنة 1930 م . (انظر مرفق الصور)
بعد عام 1914 ودخول تركيا الحرب العالمية الأولى، أصبحت بئر السبع مركزاً حربياً هاماً، للإنطلاق إلى قناة السويس، فتطورت المدينة بشكل أكبر وأضيفت إليها المباني والمخازن ومحطة السكك الحديدية، وأقيمت سكة حديدية وصلت بئر السبع بباقي فلسطين والعوجا حتى الحدود المصرية، وأنشئت الطرق المعبدة التي تربطها بالخليل عوجا الحفير – الحدود المصرية، احتل البريطانيون بئر السبع في 31 أكتوبر 1917، م كما احتلوا كامل الصحراء الفلسطينية، وبقوا فيها حتى نهاية الانتداب البريطاني على فلسطين عام 1948م . عندما أعلن البريطانيون عزمهم على الانسحاب من فلسطين في منتصف أيار 1948 م، تشكلت في بئر السبع حامية للدفاع عنها مؤلفة من أفراد الشرطة المحلية والهجانة. وقد استطاع مناضلو المدينة في حدود إمكانياتهم أن يقوموا بنشاط قتالي جيد، فكانوا يعترضون قوافل السيارات الصهيونية المحروسة، ويتصدون إلى جماعات الصهيونيين المسلحين، بل إنهم بعد مهاجمة قافلة صهيونية متجهة إلى مستعمرة (بيت إيشل) قاموا بمحاصرة المستعمرة نفسها.
لجأ الصهاينة فور انسحاب القوات البريطانية من منطقة بئر السبع في 14-5-1948م، إلى بسط سيطرتهم على المناطق والطرق الهامة من الناحية العسكرية وبعد معارك عنيفة احتلوا مدينة بئر السبع كلها بتاريخ 21-10-1948.
السكان والنشاط الاقتصادي:
قدر الإحصاء الإنجليزي سكان القضاء قبل نهاية الانتداب بحوالي 100 ألف نسمة، منهم حوالي 71 % من البدو، وعندما احتل الصهاينة بئر السبع، قاموا بطرد سكان المدينة و 75 ألف نسمة من البدو، ولم يبق في المدينة بعد الاحتلال أي عربي، إلا أن قسماً من العرب أخذ يسكن المدينة فيما بعد، وهم يشكلون الآن نسبة ضئيلة من مجموع سكانها . يقول عارف العارف أن عدد سكان القضاء كان يزيد عن 70 ألف نسمة في مطلع الثلاثينيات من القرن العشرين، وهذا في اعتقاده لا يساوي 80% من العدد الصحيح للسكان . والسبب في ذلك يعود لكون غالبية سكان القضاء من القبائل البدوية التي يصعب إحصاؤها في ذلك الوقت .
............ولكم جزيل الشك

كل الشكر والتقدير لك اخى الفاضل على هذا المجهود الرائع والمميز بارك الله فيك

» صور من النقب
» قبائل البدو في النقب
» ماماذا تعرف عن النقب جنوب فلسطين.....